مسلسل هوس الحكاية

تبدأ الحكاية مع كاتب سيناريو في الثلاثينيات من عمره، استطاع أن يثبت نفسه سريعاً في عالم الدراما التلفزيونية. أعماله تحظى بمتابعة كبيرة وتحقق نسب مشاهدة مرتفعة، وأصبح اسمه متداولاً على نطاق واسع. رغم هذا النجاح الظاهر، يشعر داخلياً بالإنهاك الشديد، وكأن الكتابة التي كانت شغفه الأول تحولت إلى عبء يلاحقه يوماً بعد يوم. النجاح بالنسبة له لم يعد مكسباً، بل حملاً ثقيلاً يفرض عليه أن يقدم المزيد باستمرار من دون توقف.

قرار الاعتزال

بعد سنوات من العطاء المستمر، يتخذ قراراً جريئاً وصادماً: التوقف عن الكتابة والابتعاد عن الوسط الفني نهائياً. هذا القرار يهز جمهوره الذي لم يتوقع أن يتخلى عن القلم في قمة مجده. بالنسبة له، الاعتزال هو السبيل الوحيد لاستعادة راحته النفسية وعيش حياة بسيطة بعيداً عن الأضواء والضغوط. أما بالنسبة للمشاهدين، فهو خيانة لعلاقتهم العاطفية مع قصصه وشخصياته.

الحلقـة 1

الحلقـة 2

جاري تكملة الحلقات.. كل يوم حلقة جديدة 

معجبة مختلفة عن الجميع

من بين ملايين المعجبين، تظهر فتاة شابة تعيش حالة من التعلق المبالغ فيه بأعماله. بالنسبة لها، شخصيات قصصه ليست خيالية، بل أصدقاء حقيقيون يملؤون فراغها العاطفي ويعطون معنى لحياتها. حين تسمع بخبر اعتزاله، لا تستطيع تقبل الفكرة. شعورها بالخذلان والغضب يتحول بسرعة إلى هوس ورغبة جامحة في منعه من تنفيذ قراره، مهما كان الثمن.

الاختطاف غير المتوقع

تخطط هذه المعجبة لفعل غير مألوف وصادم. بدلاً من أن تكتفي بالرسائل أو الاعتراضات، تقدم على اختطاف الكاتب واحتجازه في مكان معزول بعيداً عن الأنظار. هدفها ليس الانتقام، بل إجباره على الاستمرار في كتابة الحلقات التي تنتظرها بشغف. ترى أن له التزاماً أخلاقياً تجاه جمهوره، وأن توقفه عن العمل يعني ترك الملايين في منتصف الطريق بلا نهاية لقصصهم.

صراع الإرادة

ينشأ داخل ذلك المكان صراع شرس بين الكاتب الأسير والمعجبة التي تحولت إلى سجّانة. هو يسعى إلى الهروب واستعادة حريته، وهي ترفض أن تتراجع عن مطلبها وتصر على أن يكتب من جديد. المواجهة بينهما تكشف عن توتر دائم ومواقف مشحونة بالعاطفة، تمتزج فيها الجدية بالتهكم، والخوف بالضحك. هذا التناقض يجعل الأحداث مثيرة وغير متوقعة.

كشف الجوانب الإنسانية

مع مرور الوقت، تتضح أبعاد أعمق لشخصية كل طرف. يتبين أن قرار الكاتب لم يكن مجرد ملل أو رغبة في التغيير، بل نتيجة جروح نفسية وتوترات شخصية راكمت داخله شعوراً بالإنهاك وفقدان الشغف. في المقابل، يظهر أن هوس الفتاة لم يكن وليد اللحظة، بل انعكاس لفراغ كبير في حياتها جعلها تتمسك بالخيال كأنه واقع حقيقي. هذه الجوانب الإنسانية تضيف طبقة جديدة من العمق إلى القصة، وتفتح الباب أمام تعاطف المشاهد مع الطرفين رغم غرابة الموقف.

لحظات الكوميديا والتشويق

على الرغم من أن القصة تدور حول الاختطاف والسيطرة، فإن الأحداث تتخللها لحظات طريفة تنبع من تصرفات غير متوقعة أو محاولات هروب فاشلة. هذا المزج بين الكوميديا السوداء والتوتر الدرامي يجعل الحكاية قريبة من الواقع وفي الوقت نفسه مشوقة، فلا يشعر المشاهد بثقل الأحداث رغم جدّيتها.


google-playkhamsatmostaqltradent